اخبار بلجيكا

الهجرة…القضية الانتخابية الرئيسية في شمال بلجيكا

بلجيكا24 – تُظهر الأرقام الأخيرة التي نشرتها مؤسسة “كانتار” أن الهجرة أصبحت القضية الانتخابية الرئيسية في شمال بلجيكا، وتبدو هذه الظاهرة ذات أهمية بالغة في ظل التقلبات السياسية والاجتماعية الحالية. فما هي الأسباب وراء هذه الأولوية المتزايدة التي يوليها الشمال لمسألة الهجرة؟

وبحسب تقرير rtl.be، فإن نتائج الاستطلاعات العامة تكشف أن 17% من الفلمنكيين يصنفون الهجرة كأهم المواضيع الانتخابية بالنسبة لهم، بينما يعتبرها 8% فقط من الناطقين بالفرنسية كذلك.
هذا يشير إلى وجود فجوة بين القضايا المهمة بين الفلمنكيين والناطقين بالفرنسية، وهو ما يستحق التحليل لفهم جذور هذا الاختلاف.

عند التفكير في هذه الأولوية المتزايدة لمسألة الهجرة في شمال بلجيكا، يمكننا النظر في عدة عوامل، من بينها الكثافة السكانية.

فلاندرز، المنطقة الفلمنكية في بلجيكا، تشهد كثافة سكانية أعلى بكثير مقارنة بمنطقة والونيا الفرنسية الناطقة. وتعتبر هذه الفجوة في الكثافة السكانية أحد العوامل التي تشجع الفلمنكيين على تبني موقف صارم بشأن الهجرة، حيث يعتقدون أن منطقتهم بالفعل مكتظة بالسكان ولا يمكن استيعاب المزيد.

بالإضافة إلى ذلك، تتمتع المناطق الثرية مثل شمال بلجيكا بجاذبية قوية للمهاجرين القادمين من مناطق أخرى، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الهجرة إليها. ففي السنوات الأخيرة، شهدت فلاندرز استقبال نسبة كبيرة من اللاجئين الأوكرانيين بسبب الحرب، مما يعكس الجاذبية الاقتصادية والاجتماعية لتلك المنطقة.

ويجب أيضًا مراعاة العوامل الثقافية في فهم هذه الأولوية للهجرة. فمنذ قيام بلجيكا كدولة، خشيت فلاندرز التهديدات المحتملة للغتها الهولندية، وهو ما يعكس تاريخ الصراع اللغوي في المنطقة.

وبينما يميل المهاجرون إلى استخدام اللغة الفرنسية عند وصولهم، فإن هذا الأمر لا يثير نفس المخاوف بالنسبة للوالونيون والناطقين بالفرنسية.

باختصار، فإن الهجرة أصبحت قضية محورية في الانتخابات البلجيكية، وتعكس الأولويات الاجتماعية والثقافية في البلاد، خاصة في مناطق الفلمنكية.
ومن المرجح أن يظل هذا الموضوع محط اهتمام الناخبين والسياسيين في السنوات القادمة، مما يجعله محورًا للنقاش والتحليل في المستقبل القريب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock